ابنةُ أبي
- ميسا عيد
- Oct 6, 2021
- 1 min read

ما زلتُ أذكرُ يا أبي عندما كنتُ ألجأ إليك في منتصف الليل باكيةً
لأقول لك إني رأيتُ كابوساً
فتستيقظ من نومك الهادئ وتحضر لي كأساً.. أو ربما كأسين من الماء
ثمّ تضع يدك اليمنى على رأسي لتقرأ المعوّذات وتعطيني بضعاً من دفئك
وحنانك.. وبضعاً من حسنك.. وكثيراً من رائحتك.. وحبّك
كنت تجلس بجانبي على تختي وتداعب خصلاتِ شعري حتى أغفو
وتذهب لتكمل نومك المتقطع بعد أن تقبّلَ جبيني
أتذكرُ يا أبي عندما علّمتني أنّ الدين أخلاقٌ
والثقافة قوةٌ.. والسعي فرضٌ.. والاحترام واجبٌ
أتذكر يا أبي تفاصيلك بشدّة..
حين تناديني لتعانقني.. حين تنظر في عينيّ بفخرٍ
حين تهبني كلّ ما تملك في سبيل سعادتي
حين نتناقش لساعات لأرى الأشياءَ كما تراها أنتَ
وصدّقني يا أبي، منذ أنْ رأيت العالم بعينيكَ
لم أرَ ما هو أجمل منه.. نقيٌ أنتَ من الشوائب، وكذلك عالمك
خبّئني في حضنك يا أبي فأنا لم أعرفْ الأمانَ إلا بك
خبئني فأنا أريد أن أبقى طفلتك الصغيرة المدلّلة
دعني أقول بأعلى صوتٍ إنّي ابنة أبي
فأنا أَعنيها بكلّ كمالها.. وبكلِّ كُلّي!
Comentarios