اذكرني بخير

اذكرني بخير،

إذا بكيتَ يوماً من ألمِ الشوق وعانيتَ من كسرٍ في قلبكَ..

إذا حلمتَ بي يوماً، وكنتُ أدلّلُ خصلات شعركَ.. وأداعبُ وجنتيكَ..

إذا زرتَ الأماكن التي حفرنا فيها ضحكاتنا وورودنا الربيعيّة..

وكنتَ بصُحبةِ سواي، فتذكّرتَ الفتاة التي غَرِقَتْ عشقاً بجمال ثغركَ..

اذكرني بخير،

إذا أيقنتَ متأخراً بأنّي الوحيدة التي ستحبّكَ بهذا القدر..

والوحيدة التي أهدتكَ قلبَها دون أنْ تفكّرَ مرّتين..

والوحيدة التي أضافتْ على عمركَ عمراً.. وعلى بريقِ عينيكَ بريقاً..

اذكرني بخير،

عندما تراني للصمتِ خليلةً.. فقلبي غير قابل للهدوء وروحي مجروحة..

وعندما تشعر برجفةِ يديكَ، فتنتظرْ مَنْ يُمسكهما.. وتبقى منتظراً إلى أنْ تجفّ أطرافك..

وعندما يحين يوم ميلادكَ فلا أتسابق مع شفتيّ.. وأناملي.. وقلبي.. كالمجنونة لأهمس لكَ:

"كل عام وأنتَ الحبّ والحياة"..

اذكرني بخير،

إنْ اشتقتَ لمحادثاتنا فعبثتَ بالقديمِ منها، وقرأتَ لهفتي وجنوني عندما تغيب..

ثمّ لمحتَ "هل أنتَ بخير يا حبيبي؟".. وتذكَرتَ قدسّية حبّنا المخبّأة خلفَ هذا السؤال..

إنْ انهمرتْ دموعكَ أمام المرآة التي اعتادت على صورنا الطفوليّة، ثمّ خطوتَ نحو امرأة لا تشبهكَ،

ولا تشبه القصص الخياليّة التي عشناها سويّاً..

إنْ ضاقتْ بصدركَ هذه الدنيا ولم تجدني.. وإنْ أدركتَ بأنّ هذه الأيام الثقيلة كَسَرَتْ عاتقكَ..

اذكرني بخير،

إذا اجتمعنا ذات يوم..

وكنتُ أنا بصحبته.. وأنتَ بصحبتها.. واشتعلتْ نيرانٌ بقلبي، لا يُطفئها سوى خالقها..

وفي قلبكَ عذابٌ صامتٌ يتخلّله عتاباً يُبكي الأصنام..

اذكرني بخير،

إذا ماتت الحكاية.. تاركةً خلفَها الذكريات.. والأمنيات.. والوعود المعرّاة!