top of page

اعتذاري منكَ اليوم مجرّدٌ من كبريائي

  • Writer: ميسا عيد
    ميسا عيد
  • Aug 8, 2020
  • 2 min read

Updated: Jul 22, 2021


أريدُ أنْ أعتذرَ منكَ اليوم عن أجوبتي الكاذبة في كلّ مرّة سألتني بها "كيف حالكِ؟"..

ليتني أستطيعُ أنْ أصفَ حالي من بعدكَ.. ليتني أستطيعُ أنْ أعبّرَ لكَ عن صدقِ مشاعري تجاهكَ..

ليتني أستطيعُ أنْ أشرحَ لكَ عن شتاتِ روحي أو تَبَعْثُر كلماتي..

أو حتى دموعي التي أهلكتْ عينيّ.. وأحرقتْ وجنتيّ..

ولكنّي في كلّ مرّة كنتُ أكتفي بقول "أنا بخير"..

اعتذاري منكَ اليوم مجرّدٌ من كبريائي..

خارج حدود ندمي.. خلفَ قناع قوّتي.. مخبّأ تحت وسادةِ أمنياتي..

والضلعُ الذي انكسر جرّاء مَيْلي نحوكَ سأستبدلهُ بضلعٍ لا يميلُ مع الهوى..

وأوراقي المتساقطة سأزرع بدلاً منها أوراقاً تليقُ بفصولي الأربعة وفَصْلكَ الخامس..

اعتذاري منكَ اليوم لا يشفي بصماتكَ التي تَرَكْتَها في كلّ أنحاء جسدي..

ولا يعالجني من إدمانكَ.. ولا يساعدني في شفاء حرقة قلبي..

بحاجة أنا للكثيرِ من الوقت حتى أعودُ لقالبي القديم..

للقالب الذي لم يَشْهَدْ لحظات الوهن.. والبرد.. والضّعف..

اعتذاري منكَ اليوم مصحوبٌ بفراقٍ مرّ المذاق.. برعشةِ جسدٍ تَعِبَ من السّهر والقلق..

بألم صدرٍ ضاقت به دنياه.. ولجأ إليكَ، فلم يجدكَ..

اعتذاري منكَ اليوم مختلفٌ عن بقيّةِ اعتذاراتي..

فأنا الآن أبحثُ عن بقعة من الأرض حيث البحر والأشجار وبضعة غيوم أشكي لها همّي..

لا أريد أنْ أبحثَ عنكَ، أو عن شبيهٍ لك..

لا أريد أنْ أشكي همّي لصديقٍ فيتفوّه بكلمةٍ كُنْتَ قد قُلْتَها لي سابقاً..

لا أريد أنْ أتذكّركَ.. بغيركَ.. فبعض الذكريات تقتل صاحبها..

اعتذاري منكَ اليوم محمّلٌ ببضعة أنامل ترتجفُ لتكتب لكَ..

بضجيج في رأسي.. وبضعة أحلام مسروقة..

وكما أحببتكَ بلا مقدّمات.. فلا نحتاج لنهايات أشبه بوداعٍ دائم..

ولكنّي أهابُ البغتة.. فسأعترفُ لكَ بأنّي أستطيع أنْ أشعرَ بنبضكَ وإنْ لم أضع يدي اليمنى على قلبكَ..

سأقول لكَ بأنّ هذا القلب الذي يصرخ كاليتيم، ينادي باسمكَ..

وأنّ الطرقات التي لا تزال تحمل رائحتكَ، كَسَرَتْ جناحيّ..

أعلمُ أنّ اعتذاراتي لكَ اليوم متأخّرة..

والحقيقة هي أنّي لم أكن بخير في كلّ مرّة سألتَني بها "كيف حالكِ؟"..

وأنتَ يا كلّ أحوالي.. كيف حالكَ من بعدي؟

Commentaires


تواصلوا معي وزوّدوني بآرائكم

Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting - شكراً لآرائكم

bottom of page