الأخبار المضلّلة: ما دور الصحفيين ووسائل التواصل الاجتماعي في محاربتها؟
- ميسا عيد
- Oct 6, 2021
- 2 min read

على الرغم من تطوير أدوات للحد من انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة في كلّ من المؤسسات التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنّ هذه المنصات الالكترونية تُعد "بيئة خصبة" لتداول الإشاعات ونشرها بطرق سهلة وسريعة.
غوغل، على سبيل المثال، طوّر تقنية “Fact check Explorer” التي تمكّن المستخدمين من البحث عن أي معلومة على غوغل والتأكد من مدى مصداقيتها، بحسب ما ذكرته الصحفية والمدرّبة السابقة في "مبادرة أخبار غوغل" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سامية عايش، عبر تسجيل صوتي على "واتساب". وأكّدت عايش على أهمية استخدام هذه الأداة وبخاصةً بالنسبة للصحفيين والباحثين.
وقالت عايش إنّ شبكات الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تستخدم الخوارزميات – وهي برمجيات وخطوات رياضية ومنطقية متسلسلة في الأجهزة الالكترونية – لالتقاط المواضيع التي "يمكن أن يشوبها بعض الأخبار الكاذبة". بهذه الطريقة، "تقوم المواقع الالكترونية بالحد من انتشار المعلومات الكاذبة ولا تعطيها الأولوية للظهور في محركات البحث".
وأفصحت عايش عن تقنية “Google Image Verification” التي تم تطويرها للتأكد من صحة الصور المتداولة بين الناس. وذكرت عايش أنّ هذه التقنية ضرورية "وبخاصةً عندما ينشر الناس صوراً قديمة بهدف المخادعة أو إثبات وجهة نظرهم أو معتقداتهم". وأردفت: "ليست كل الصور التي نُشرت عن حادثة حي الشي جراح صحيحة. وبالتالي، فإن التأكد واجب".
وأما بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، فقالت مدير السياسة العامة في تويتر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان وأفغانستان، جواهر عبد الحميد، عبر "الإيميل"، إنّ "تويتر يعتبر من أكثر المواقع أماناً من حيث صحة الأخبار وتداول الإشاعات".
وأفصحت عبد الحميد عن تقنيتين تم تطويرهما هذه السنة في تويتر للحد من انتشار المعلومات المضلّلة، وهما "مراقبة الطيور" والتعاون مع وكالات أخبار مثل رويترز و "أ ب". تعمل تقنية "مراقبة الطيور" بشكل منفصل عن تويتر وتساعد المستخدمين في الإبلاغ عن أي معلومة مضلّلة أو كاذبة بهدف إزالتها، حسبما شرحت.
وأما بالنسبة للتعاون مع وكالات الأخبار، فقالت عبد الحميد إنها تساعد في تقديم العديد من المعلومات الدقيقة المتعلقة بخلفية وسياق الأحداث. وبالتالي، "يحذف تويتر المعلومات المشكوك بها". وجاء هذا التعاون مع الوكالات على خلفية نشر محتوى غير موثوق عن لقاحات كورونا، وتردف عبد الحميد: "يطلق تويتر حملات توعية في كل سنة للحد من فبركة المعلومات ونشر الإشاعات".
ورغم محاربة مواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات التقنية للأخبار الكاذبة، إلا أن "الحمل الأكبر يقع على عاتق الصحفي، فالمؤسسات التقنية تنشر ما ينشره الصحفي"، بحسب المذيعة في قناة الشرق، سحر الميزاري.
وقالت الميزاري إنّه على الصحفي التأكد دائماً من صحة الأخبار "سواء كان هناك أداة لتساعده على ذلك أم لا". وأضافت: "عملية التحقق من المعلومات ضرورية حتى وإنْ شعرنا بأننا متأكدون من الأخبار". والأهم، برأيها، هو أنْ يأخذ الصحفي المعلومة من مصدرها الأساسي، "فعند البحث عن معلومات متعلّقة بفيروس كورونا، على الصحفي أن يلجأ لمنظمة الصحة العالمية، على سبيل المثال".
وأكّدت الميزاري على "استحالة محاصرة الأخبار المفبركة"، ولكن نصحت المؤسسات الإعلامية بتخصيص جزء من موقعها الالكتروني لتسليط الضوء على الأخبار الكاذبة وتصحيحها.
وتعد الأخبار الكاذبة شكلاً من أشكال الصحافة الصفراء التي ساهم في نشأتها الصحفيان، ويليام هيرست وجوزيف بوليتزر، في عام ١٨٩٠ تقريباً. وساهم التطور الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي فيما بعد في زيادة نسبة تداول الإشاعات بين الناس، سواء كانت بهيئة صور أو فيديوهات، أو نصوص كتابية.
コメント