top of page

الإعلام الرقمي: تحديات وعقبات

  • Writer: ميسا عيد
    ميسا عيد
  • Dec 10, 2021
  • 2 min read


تطوّرَ الإعلام التقليدي تدريجياً ليصبح إعلاماً رقمياً، ويشمل صحافة البيانات وصحافة الموبايل وغيرها من المنصات الإعلامية التي تعتمد بشكل مباشر على الانترنت والحاسوب. ولكن، هذا الإعلام الرقمي يواجه تحديات من نواحٍ عدّة كالرقابة، والوتيرة المتسارعة لتدفّق الأخبار، بالإضافة إلى المشاكل التقنية.

وتحاول وسائل الإعلام التقليدية ركوب موجة الإعلام الرقمي من خلال تطوير وسائلها في إيصال المعلومات للقارئ، وذلك لضمان استمراريتها ونجاحها. وفي هذا السياق، قالت الصحفية في قناة العربية، ملوك الشيخ، إنّ "هذا التجديد فرضٌ وليس اختيار".

وأوضحت الشيخ، عبر اتصال هاتفي، أهمية جذب القارئ الذي "يحبّذ قراءة ما قلّ ودلّ عادةً".

وأكّدت أن المنابر الإعلامية المتعدّدة، كوسائل التواصل الاجتماعي، تتسابق للاستحواذ على اهتمام الجمهور، "فعلى المحتوى أن يكون مميزاً من حيث المضمون والتصميم".

"ويبقى السؤال هنا: كيف يمكننا جذب القارئ؟" اقترحت الشيخ طرقاً لجعل المحتوى الإعلامي أكثر جذباً للقرّاء، مثل اللجوء للصور والفيديوهات، والخرائط، والمعلومات المختصرة، والمبسّطة.

وقالت إنّ الاعتماد على هذه الطرق زاد بعد تفشي فيروس كورونا. على سبيل المثال، "لجأ العديد من الصحفيين إلى تصميم "إنفوغرافيك" حول الإجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها أثناء الجائحة". وأردفت: "كذلك هو الحال عند تصميم خرائط بالدول الأكثر تأثراً بفيروس كورونا".

وبكلتا الحالتين، "كانت البيانات والخرائط هي الطرق الأكثر فاعلية؛ بسبب تراجع مستوى القرّاء في المجتمع العربي" حسب الشيخ.

وعلى الرغم من كون الإعلام الرقمي فعّالاً في الكثير من المواضيع، كتلك التي تتطلّب العديد من التفاصيل والأرقام، إلّا أنه "بات منصة واسعة لإبداء الرأي وفبركة المعلومات"، حسبما قالت الصحفية والمدرّبة في الصحافة الرقمية، سامية عايش.

وذكرت عايش، عبر تسجيل صوتي على "واتساب"، أنه مع تطوّر وسائل التواصل الاجتماعي، "بات بإمكان أي شخص نشر وتداول آراء ومعلومات مضلّلة عن طريق حساباته الشخصية". وبرأيها، يعود ذلك "لقلة وعي الجمهور بأهمية استغلال التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مفيدة".

بالنسبة لعايش، فإنّ التحدي الأبرز الذي يواجه الإعلام الرقمي هو قلة المتخصصين بمجال الأرقام والبيانات. وأكدت: "عندما عملتُ كزميلة تدريس في شركة جوجل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم يكن هناك العديد من المتخصّصين في مجال الصحافة الرقمية مقارنةً بالتخصصات الأخرى في الشركة، أو حتى مقارنةً بشركة جوجل في الدول الغربية".

وقالت عايش إنّ "غياب الأعداد الكبيرة من المتخصّصين يشكّل عائقاً، حيث أنّ تدفّق الأخبار زاد أكثر من ثلاثة أضعاف بعد تفشّي فيروس كورونا".

وأيّدها الصحفي في قناة "سي ان ان – عربية"، مهنّد غريب، قائلاً إنّ "الإعلام الرقمي هو المستقبل، فعلينا الاستثمار فيه".

ويكمن التحدي الأبرز، بالنسبة لغريب، في قلة أو "انعدام" الرقابة على المحتوى الرقمي، "ممّا سهّل من تداول الإشاعات والأخبار الكاذبة، وبخاصة مع تطور التكنولوجيا وتعدّد المنابر الإعلامية".

وتتفاوت نسب نجاح الدول العربية بالتأقلم مع عصر الإعلام الرقمي، حيث أكّد غريب، عبر اتصال هاتفي، أنّ "دول الخليج هي الدول العربية الأكثر نجاحاً من ناحية هذا التجديد والتأقلم". وعلّل ذلك "بتوافر الإمكانيات والتكنولوجيا والعقول المبتكرة على عكس الدول العربية الأخرى التي تعاني من انقطاع الكهرباء وقلة الدعم الحكومي".

لم تدخل وسائل الإعلام الرقمية حيّز الانتشار حتى أواخر القرن العشرين. ويعود أساس الإعلام الرقمي للمهندس الأميركي، فانيفار بوش، ومقاله الشهير "كما قد نفكر"، الذي تم نشره في مجلة“The Atlantic Monthly” في عام ١٩٤٥. وتوقّع فيه بوش ظهور العديد من الوسائط الإعلامية والأجهزة التي تم اختراعها لاحقاً، كالحاسوب.

Comments


تواصلوا معي وزوّدوني بآرائكم

Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting - شكراً لآرائكم

bottom of page