top of page

الإعلام: ملاحقة الحدث وانتهاك الخصوصيات

  • Writer: ميسا عيد
    ميسا عيد
  • Oct 6, 2021
  • 2 min read


على الرغم من وضع قوانين لحماية خصوصية وحرية الأفراد في معظم دول العالم، إلا أنّه لا تزال هناك مؤسسات إعلامية تتخذ من حياة المشاهير والشخصيات العامة مواد "دسمة" للنشر.

ويعرض فيلم "ديانا" مدى تدخّل الإعلام بحريات المشاهير. "عندما يكون هناك مادة دسمة ليتبعها الصحفي، كحياة الأميرة ديانا، يحاول الصحفي الحصول على التفاصيل بغض النظر عن الوسيلة، وذلك بهدف الترفّـع بالعمل أو كسب شعبية الناس أو تحقيق سكوب ما"، ويضيف الصحفي في قناة العربية، فراس حمزة، أنّ "وظيفة الصحفي هي أنْ يلاحق الحدث، ولكن ضمن معايير وأخلاق الصحافة المهنية".

وأما بالنسبة "للباباراتزي" والتقاط "الجوانب الحميمية" من حياة الأفراد والمشاهير كما كان ظاهراً في فيلم "ديانا"، فقال حمزة إنّ هذا الدور موجود في الدول الغربية أكثر من الدول العربية التي تأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد والدين إلى حد كبير.

ويتساءل حمزة: "هل للتدخل الإعلامي بحياة ديانا يداً بمقتلها؟"، فلم تسلم الأميرة من الملاحقات الإعلامية حتى في لحظاتها العائلية مع ابنيها، ويليام وهاري. ويردف: "لم يكتف الإعلام من بيع صورها ومعلوماتها مقابل مبالغ طائلة من الأموال".

وبعد أنْ لاقت الأميرة حتفها بحادث سير في باريس، شاعت الأقاويل التي تنص على أنّ "الباباراتزي" الذين كانوا يلاحقون الأميرة هم السبب وراء موتها.

"زادت هذه المضايقات الإعلامية مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه بات بإمكان أي شخص أن يكون مشروعاً صحفياً"، بحسب ما ذكره حمزة. وبالتالي، "كان من الضروري وضع قوانين لصون حريات الأفراد وحماية حقوقهم".

وفي هذا السياق، قال المستشار القانوني بمكتب عبد القادر بخيت للمحاماة والاستشارات القانونية في مدينة أبوظبي، وليد فضل، إنّ دولة الامارات خصصت قوانين تحد من تداول الإشاعات وانتهاك الخصوصيات منذ عام ٢٠١٦.

وشرح عبر اتصال هاتفي: "المادة ٢١ بالقانون الاتحادي رقم ٢ تنص على أنّه يُعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن مئة وخمسين ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يستخدم الشبكة المعلوماتية أو وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الاعتداء على خصوصية الأفراد وانتهاك معلوماتهم الشخصية."

وقالت الصحفية في شبكة نوى الفلسطينية، ريم محمد، في تسجيل صوتي عبر "واتساب"، إنّ الإعلام في فلسطين "حشري" ويلتقط العديد من الصور للمشاهير دون إرادتهم، "ولو كان الشعب واعياً لحقوقه بشكل كافٍ لقاضاهم". وأضافت: "بالنسبة للإعلام، الصورة هي رأس المال، فكلما كانت الصورة شخصية أكثر، كلما ارتقى الصحفي بوظيفته"، وهذا ما كان ظاهراً في فيلم "ديانا" عندما تسابق الصحفيون و"الباباراتزي" لالتقاط "صور حميمية" للأميرة عندما كانت على القارب بصحبة محبوبها "دودي الفايد".

هناك العديد من حوادث الملاحقات الإعلامية "المستفزة" الشبيهة بحادثة ديانا في العالم العربي كتلك التي تعرّض لها المغني، محمد عسّاف، عندما أراد أنْ يخطب الإعلامية لينا قيشاوي، بحسب ما ذكرته محمد.

وعلى الرغم من كون هذا الأمر "شخصي إلى حد كبير"، أعلنت محمد عن حجم الإشاعات والمضايقات الإعلامية الكبيرة التي تعرض لها عسّاف بهدف معرفة سبب اختياره لامرأة من خارج حدود مدينته "خان يونس"، ولمعرفة سبب انفصالهما فيما بعد.

داعمةً لخصوصية الأفراد ومعربةً عن قلقها إزاء تطور وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت، دعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام ٢٠١٣ الدول كافة إلى اتخاذ التدابير والقوانين اللازمة للحفاظ على كرامة واستقلالية وخصوصية الإنسان.

Comments


تواصلوا معي وزوّدوني بآرائكم

Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting - شكراً لآرائكم

bottom of page