الإعلام الموضوعي: يوتوبيا أم ديستوبيا؟
- ميسا عيد
- Nov 7, 2020
- 2 min read

"لا يوجد اعلام حيادي وغير موجّه؛ لأنّ لكل اعلامي آراءه السياسية أو الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الخاصة به"، هكذا علّلت الصحفية والمذيعة في تلفزيون دبي، سحر الميزاري، الأربعاء، غياب الموضوعية في الإعلام العربي. وأضافت الميزاري أنّ لكل وسيلة اعلامية أولويات تحريرية تعتمد عليها في توجّهاتها على الهواء أمام الجمهور والقرّاء والمستمعين، وبالتالي "يوتوبيا الموضوعية نسبية أو شبه مستحيلة."
وأفصحت الميزاري عن عائق الموضوعية في الإعلام، قائلةً " وسائل الإعلام تسلّط الضوء على العديد من الأحزاب السياسية في الوطن العربي"، فالإعلام صار أشبه بوسيلة للتعبير عن الآراء والتوجهات السياسية، وما هو متوازن ولائق على شاشة أو صحيفة معينة، قد يتعارض مع منصة إعلامية أخرى لاختلاف الآراء والتوجهات السياسية.
وقالت الإعلامية في قناة "ام بي سي"، دانا أبو لبن، إنّ موضوعية كل وسيلة اعلامية تعتمد على أجندتها التي تحددها الجهة المالكة لهذة الوسيلة، وبالتالي هي تعتمد على سلطة المال أو السلطة السياسية أو كليهما معاً. وأّكدت أبو لبن أنّ مهارة الصحفي تكمن في قدرته على إنصاف الخبر بغض النظر عن آرائه الشخصية. وأضافت: "ذكر الآراء المعارضة والمؤيدة في التقارير الصحفية تساعد في تحقيق التوازن والإنصاف في المجال الإعلامي"، فالتوازن، في ظل الانفتاح والتكنولوجيا، ممكن التحقق، على عكس الموضوعية.
وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إتاحة فضاء مفتوح وبدون تكلفة لأصحاب الرأي من كل طيف أو حزب أو جماعة، بحسب ما ذكره مذيع الأخبار في قناة العربية، صهيب شراير. وأكّد شراير أنّ فتوحات التكنولوجيا هذه ساهمت في تدمير بعض القيم الإعلامية النزيهة، مؤدياً إلى "التمجيد أو الاحتيال" للحفاظ على المناصب أو لإرضاء المدراء والشركات الإعلامية.
وفي هذا السياق، قال شراير إنّ تطور التكنولوجيا "أظهر الكاذب على أنّه بطل"، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي وسائل لترويج الإشاعات والنزاعات بين الناس، وبخاصةً أنّ الخبر الواحد بات يمتلك العديد من وجهات النظر المتناقضة. بمعنى آخر، القاتل في قصة معينة قد يبدو بريئاً في حساب بعض المؤيدين لحزب القاتل على "السوشيال ميديا".
"العائق بالنسبة لي هي أن تعمل في مؤسسة اعلامية متحيّزة وغير متناسبة مع تفكيرك ومع توجهاتك السياسية"، هكذا عبّرت المذيعة في قناة اي ان "EN"، لبنى عبد العزيز، عن العائق الأكبر لموضوعية الإعلام، وبخاصةً في العالم العربي. فتحيّز بعض الشركات الإعلامية تجبر الصحفيين العاملين في هذه الشركات على اتباع مسار ديستوبيا الإعلام الموضوعي ذاته لتحقيق السبق الصحفي، تاركين خلفهم القيم الإعلامية المنصفة.
وتشير يوتوبيا الإعلام الموضوعي إلى المنصات الإعلامية المثالية المجرّدة من الانحيازات الشخصية. وأمّا ديستوبيا الإعلام فتشير إلى استغلال الوسائل الصحفية لترويج الدعايات والإشاعات وتسويق الأفكار. وما بين اليوتوبيا والدستوبيا فاصل رفيع يعتمد على الدقة والصدق والنزاهة في تحرير الأخبار ونشرها.
ويشار إلى أنّ جمعية الصحفيين الاحترافيين في الولايات المتحدة الأميركية أسقطت "الموضوعية" من قانون الأخلاقيات الخاص بها في عام 1996، مؤكدةً أنّ للبشر انحيازات عديدة فالموضوعية مستحيلة.
Comentários