التعليم عن بعد: سلاح ذو حدّين
- ميسا عيد
- Nov 7, 2020
- 2 min read
في ظل تفشّي فيروس كورونا المستجد وازدياد أعداد المصابين في دولة الإمارات، فضّل عدد كبير من أولياء أمور الطلبة والمعلّمين في المدارس الخاصة نظام التعليم عن بُعد بَعد أسبوع من بداية العام الدراسي الجديد 2020-2021، مؤكّدين صعوبة السيطرة على الأطفال من ناحية التباعد الجسدي واتباع اجراءات السلامة الصحيّة.
وشجّع وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمّادي أولياء الأمور والعاملين في مجال التربية والتعليم على المشاركة في استبيان حول آرائهم المتمثّلة في تحويل نظام التعليم إلى افتراضي أو إعادته إلى النظام الاعتيادي. وتبيّن الصورة أدناه هدف الاستبيان الذي أقامه الحمادي على موقع "تويتر" والذي يشمل ضمان صحة وراحة الطلاب:

وذكرت معلمة العلوم للمرحلة الإعدادية في مدرسة الرؤيا في أبوظبي "أماني عمر" عن ترجيحها لفكرة التعليم عن بعد فضلاً من نظام التعليم الهجين أو نظام التعليم الاعتيادي. وأكّدت أنّ التعليم الاعتيادي لا يسمح بالتفاعل مع الطلاب بشكلٍ مباشر لضرورة التباعد الجسدي. لذلك، "يعد التعليم عن بعد هو الخيار الأمثل والذي يضمن سلامة الطلبة". وذكرت عمر أنّه بالرغم من تحدّيات التعليم عن بعد التي تشمل خلل في "شبكة الانترنت" وانقطاع الاتصال مع الطلاب وصعوبة شرح بعض المواضيع التي تتطلب لغة الجسد لإيصال الفكرة، إلا أنّ التعليم عن بعد هو الخيار الأمثل في زمن كورونا الراهن.
وانعكس التعليم عن بُعد سلباً على طلاب المرحلة الأولى في المدارس (الروضة) بحسب ما ذكرته معلّمة الفنون في مدرسة دبي الدوليّة "سجى غادري". وعلّلت ذلك بصعوبة تأسيس الطفل في مجال الأحرف والأرقام إنْ لم يجرّب بقلمه، وأكّدت أنّ الطلاب، وبخاصةً في هذا السن، بحاجة إلى أنشطة صفيّة تحفيزية لشدّ انتبهاههم. وفي هذا السياق، قالت غادري إنّ التعليم عن بعد سيكون بلا جدوى لهذه المرحلة. ولأنّ طريقة التعليم هذه شكّلت تحديّاً للطلاب دون الصف السادس، قررت وزارة التربية والتعليم، في 16 آب/ أغسطس من العام الجاري، اتباع نظام التعليم التقليدي للطلبة من مرحلة الروضة وحتى الصف الخامس.
وأمّا بالنسبة للجامعات في دولة الإمارات فقد اعتمدت في الغالب على نظام التعليم عن بعد في أبوظبي، والتعليم الهجين في بقية إمارات الدولة والذي يشمل جزءاً من التعليم عن بعد. وعلى عكس آراء معظم معلّمي مدارس الدولة، قالت الدكتورة في جامعة أبوظبي "آية ديباجة" إنّ التعليم عن بعد يحرم الطلّاب من متعة الاختبارات والمشاركات العمليّة. وأكّدت صعوبة تطبيق التعليم عن بعد في بعض الأفرع، وبخاصةً في مجال العمارة والهندسة. وأفصحت ديباجة عن كون التعليم عن بعد بلا جدوى أو غير فعّال لمعظم المواد الجامعيّة.
وعلى الصعيد الآخر، أيّد الدكتور الإداري في جامعة الشارقة "صلاح بنداك" نظام التعليم عن بعد لأنّه يتيح فرصة السفر للطلبة المغتربين. بمعنى آخر، يمكن للطلبة، من خلال نظام التعليم هذا، متابعة حصصهم الدراسيّة مع أهلهم من الخارج. كما ذكر بنداك أنّ التحدي الوحيد الذي يمكن أنْ يشكّل عائقاً في مجال نظام التعليم عن بعد هو بطء في سرعة "الانترنت" وهي مشكلة تقنيّة ويمكن إصلاحها من وجهة نظره.
وبدأ التعليم عن بعد في دولة الإمارات في آذار (مارس) الماضي لكافة الطلبة في الإمارات. وقدّمت وزارة التربية والتعليم في بداية السنة الدراسية الجديدة سيناريوهات للمدارس والتي تشمل التعليم عن بعد للطلبة من الصف السادس وما فوق، في مدارس الدولة في أول شهر من السنة الدراسية الجديدة، بالإضافة إلى التعليم الاعتيادي لطلبة الروضة وحتى الصف الخامس، مع تطبيق نظام التعليم الهجين في بعض المدارس بعد تلك الفترة. وطبّقت بعض الجامعات في الدولة هذه السيناريوهات، أي اتخذت بعضها قرار التعليم عن بعد واتخذ بعضها الآخر نظام التعليم الهجين مع مراعاة التباعد الجسدي والإجراءات الاحترازية.
Comments