حمامي الزّاجل
- ميسا عيد
- Jul 12, 2020
- 2 min read

أأنتَ ذات الشخص الذي راقصَ نبضات قلبي حتى الهذيان؟
أنتَ الذي كتبتُ له رسائل مشفّرة في منتصف الليل لأعبّر له عن فوضوية مشاعري..
أنتَ الذي وقعتُ في حبّه بليلة مجهولة الهويّة فأضفتَ عمراً على عمري.. وها أنا الآن أحنّ للذي هان عليه انطفاء روحي..
ولكن يا زمن تمهّل لحظة، فبعض التفاصيل مازالت تدور في رأسي.. تتغذّى على خلاياي وتطرحني رماداً..
تمهّل لحظة، فالأسئلة تراكمتْ وأصبحتُ أسيرةَ الانتظار لأمنياتٍ بات تحقيقها استحالة..
ويا حمامي الزّاجل سافرْ إليه وألقِ عليه تحيةً تليق بفراقنا وبالطوفان الذي أهلكنا..
أخافُ أنْ أفقدَ طوقَ نجاتي فاجلب لي أجوبة لأسئلتي، وقلْ له بأنّني مازلتُ أتابعُ أخبارَه باللهفة ذاتها..
قلْ لي يا حمامي وأجبني، هل نسيَ تخاطب أعيننا في لحظاتنا الخجولة؟ هل مازال يردّدُ اسمي كلّما أراد أنْ يخاطب سوايَ من النساء؟
وماذا عن تصرّفاتي الطفولية؟ هل استطاع أنْ يبنيَ عليها قصراً من وعيه؟ ويداه، هل تشعر بالدفء دون أنْ تلامسَ يديّ؟
ويا حمامي ألقِ على مسامعي بضعة أجوبة تقيني من متلازمة الأرق..
قُل له بأنّني نضجتُ غصباً عنّي، فالأعذار العارية والصُّدَف المفتَعَلَة باتت تخنقني حدّ الاحتضار..
قلْ له بأنّني سأبقى الوحيدة المتوّجة على عرشِ قلبه وإنْ تظاهرَ بغير ذلك.. قلْ له بأنْ يحاولَ جاهداً لإعادتي وإنْ كانت محاولاته مصطنعة..
قلْ لي يا حمامي بأنّ طقوس حبّنا مازالت محفوظة في ذاكرته، وأنّ مخططاتنا المستقبلية لم تمت كحكايتنا وتفاصيلنا المنسيّة..
قلْ لي بأنّ أحلامي مازالت بانتظاري، فلا قدرة لديّ على تقبّل نفسي دون الذي رأيتُ في عينيه قمراً للشعراء..
وعلّمني يا حمامي كيف أنظرُ إلى مرآتي ولا أرى فستاني الأبيض الذي رسمتُ شكله على يديه..
يا زمن تمهّل لحظة فمازلتُ بانتظار صدفة قاسية تعيده إليّ؛ ليقرأ عن نفسِه كونه فارس حكاياتي في مذكّراتِ أحلامي..
تمهّل لحظة فمازلتُ بانتظار ضحكته تلك التي تبعثرني وترميني في جنان جاذبيّته..
يا زمن تمهّل لحظة أو توقّف! فحتى هذه اللحظة لم أجد المفرّ من هواه.. ومازلتُ أستيقظُ متخيّلةً اتصاله الصباحيّ الذي يرسم على وجهي ابتسامة أبديّة..
ولأنّني مازلتُ بانتظاره تحت النافذة التي لا تليق إلا به، سأحيي أملي من جديد على اتصال مليء بما يجعلني أعيد ترسيخ إيماني بالوعود، فقل له يا حمامي الزاجل بألّا يخذلني!
Comments