رُبَّ ضارةٍ نافعة: كورونا ينهك اقتصاداً وينعش آخر
- ميسا عيد
- Nov 7, 2020
- 2 min read

على الرغم من الأزمات الماليّة التي عانت منها جميع دول العالم، وعلى عكس بعض القطاعات الاقتصاديّة التي شهدت انهياراً ملحوظاً، كالعقارات، حقّقت شركة أمازون الأميركيّة تزايداً في مبيعاتها بنسبة تصل إلى 40% خلال الربع الثاني من العام الجاري بحسب ما ذكره موقع "بي بي سي" العربية في الأول من آب (أغسطس) من العام نفسه. ووصلت قيمة مبيعات هذه الشركة إلى 88.9 مليار دولار، وحققت أرباحاً قيمتها 5.2 مليار دولار. ويعتبر هذا النمو الاقتصادي الذي شهدته الشركة الأقوى لها منذ سنوات.
وقال رجل الأعمال في شركة أمازون "مُلهَم بنبوك" إنّ الشركة عيّنت حوالي 170,000 موظّفاً جديداً في شهري آذار (مارس) ونيسان (ابريل) من هذا العام لازدهار نظام التسوّق عن بُعد. وأكّد بنبوك أنّ الحجر المنزلي وفترة الإغلاق الكامل الذي عمّ معظم دول العالم أثّر إيجابياً على الشركة من حيث زيادة نسبة إقبال الناس على استخدام الانترنت والطلب الكترونياًّ. كما أضاف أنّ نظام التعلّم عن بُعد زاد من الطلب على الأجهزة الالكترونيّة كمستلزمات أساسيّة لنظام التعليم الجديد. وفي هذا السياق، أفصحَ رجل الأعمال عن توقّعاته في استمراريّة أرباح شركة أمازون في الأشهر القادمة لما حقّقته من شهرة عالية.
وكمنافس لشركة أمازون، أفصح رجل الأعمال في متجر "أبل" في مدينة أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، "عبدلله البرم" عن ارتفاع قيمة الأرباح لشركة "أبل" لتصل إلى 11.2 مليار دولار، أي ارتفعت بنسبة 8% في حزيران (يونيو) من هذا العام. وبصورة شبيهة لأمازون، أثّر الحجر المنزلي بشكلٍ إيجابي على زيادة نسبة المبيعات التي تشمل الالكترونيات، كجهاز "الآيباد" والساعات الذكيّة وغيرها، بحسب ما ذكره البرم.
وبعيداً عن الشركات الاقتصادية المُستفيدة من جائحة كورونا والتي اعتمدت في الغالب على الطلب الكترونياً وخدمة التوصيل إلى المنازل، حقّقت الصيدليّات أرباحاً بشكلٍ ملحوظ لتزايد الإقبال على شراء الكمّامات. وقال "حازم عمر"، الذي يعمل في صيدليّة "ابن سينا" في مدينة دبي، إنّ الطلب على الكمامات زاد بنسبة خمسين ضعفاً أبّان شهر شباط (فبراير)، ومازالت المبيعات في تزايد مستمر مع ارتفاع حصيلة الإصابات اليوميّة في بعض دول العالم.
وفي هذا المجال، أعلنت "راما صقال" التي تعمل في صيدلية "برجيل" في مدينة أبوظبي عن نفاد الكمامات والمعقّمات بالإضافة إلى "فيتامين سي" في بعض صيدليّات دولة الإمارات في بداية جائحة كورونا. وأكّدت صقال أنّه بالرغم من ارتفاع سعر عبوة الكمّامات بنسبة 100% في بدايات الجائحة، ليصل سعر العبوة إلى أربعين درهماً بعد أن كان بسبعة عشر درهماً، إلّا أنّ إقبال الناس على شراء الكمّامات والمعقّمات لم يتأثّر، بل بقي متزايداً.
وأمّا بالنسبة لمواقع الأفلام والمسلسلات، فذكر "بيرنارد جواريت"، المستثمر في شركة "نيتفليكس"، أنّ سعر سهم الشركة الواحد تخطّى 440 دولار منذ بداية العام الحاليّ. وأشار "جواريت" إلى أنّ الموقع هذا حقّق ما لم تحقّقه مواقع الأفلام الأخرى من رفاهية ومتعة للمشاهدين في أثناء الحجر المنزليّ. نتيجةً إلى ذلك، ارتفعت قيمة أرباح "نيتفليكس" إلى 709 مليون دولار في الربع الأول من العام الجاري.
وبدأ تفشّي فيروس كورونا من مدينة ووهان الصينية في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2019، مسبّبا أزمات اقتصادية لمعظم دول العالم. وفي ظل هذه الأزمات، واصلت بعض الشركات ركودها منذ نهاية العام الماضي حتى وصلت إلى الحضيض في النصف الثاني من العام الجاري. ولأنّ "مصائب قوم عند قوم فوائد"، نمت العديد من القطاعات الاقتصادية الكبرى التي اعتمدت في الغالب على سياسة الطلب الكترونيّاً والتوصيل إلى المنازل؛ للتكيّف مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها معظم دول العالم.
Comments