فجور السلطة الرابعة
- ميسا عيد
- Sep 15, 2021
- 2 min read

"عندما تكون المؤسسات الإعلامية مموّلة من سلطة معيّنة، تصبح أشبه بمكاتب للعلاقات العامة". هكذا عبرت الصحفية في قناة الشرق في دبي، سارة التميمي، عن استيائها تجاه تأثير رأس المال على التوجهات الإعلامية.
وحذّرت التميمي: "لا يمكن للصحفي أن ينتقد الجهة المالكة للمحطة الإعلامية حتى لا يتم إغلاقها، وهذا هو الحال في أغلب البلاد العربية، وبخاصةً تلك التي تكثر فيها الأحزاب والطوائف مثل سوريا ومصر ولبنان".
ويتراوح مستوى تأثير رأس المال على الإعلام من مؤسسة لأخرى، بحسب ما ذكرته التميمي. وأوضحت أنّ بعض المؤسسات تكتفي برفض ذكر الآراء المعارضة لسياستها بينما تتجاهل المؤسسات الأخرى قضايا مهمة، "فلكل مؤسسة الخط التحريري الخاص بها والذي يلحق بتيار السلطة الأقوى نفوذاً".
وهذا ما أظهره فيلم "الديكتاتورية المثالية" عندما تخلّص الملياردير المكسيكي الحاكم، كارميلو فارغاس، من جرائمه بسلاسة عن طريق اتفاقية سرية مع المحطة التلفزيونية “TV XM”. وبالتالي، تم "تسييس" الأخبار بطريقة تزيد من شعبية فارغاس؛ ليضمن فوزه في الانتخابات الرئاسية المكسيكية.
من جهة أخرى، قالت الصحفية في قناة الشرق إنّ الإعلام الغربي يمتلك حرية تعبير أكبر بسبب "المسافة الحرّة" الفاصلة بين السلطة، والداعمين، والصحفيين، والمحرّرين. وفي هذا السياق، أعطت التميمي مثالاً من فيلم "Spotlight"، حيث تمّ نشر أدلة على تستر الاعتداء الجنسي داخل كنيسة كاثوليكية أميركية بطريقة "حرة وشجاعة" في عام ٢٠٠١.
وفي حين ذكرت التميمي أنّ مؤسسات الإعلام الغربية لا تحكمها "المحسوبيات" ورأس المال إلى درجة كبيرة، أكّد الصحفي في قناة العربية، وائل نبواني، أنّ حال هيمنة النفوذ على الإعلام يتجلى في دول العالم كلّها، العربية منها والأجنبية.
وأردف نبواني أنّ الرواتب التي يتقاضاها الصحفيون من قِبل السلطة ورأس المال ليست "لوجه الله"، بل لتنفيذ بروباغندا خاصة بالسلطة الحاكمة، سواء كانت بروباغندا سياسية، أو اقتصادية، أو دعائية. لذلك، "يكون الصحفي مضطراً للعمل بالسياق الذي وضعه رأس المال، وبالتالي، هناك تحكّم كامل بالإعلام".
السلطة الرابعة
"السؤال هنا: هل لا تزال الصحافة السلطة الرابعة؟ لا أظنّ ذلك"، ويضيف نبواني أنّ هذا الوصف أصبح نظرياً ومثالياً أكثر من كونه واقعياً على الرغم من المحاولات المستمرة لتطبيقه من قِبل الصحفيين الاستقصائيين الذين يعملون على كشف الفضائح والفساد.
ويعود مصطلح "السلطة الرابعة" إلى وسائل الإعلام وهدفها في نشر التوعية وتعميم المعرفة بين الناس بالإضافة إلى حرية التعبير. واشتهر المصطلح في منتصف القرن التاسع عشر على يد المؤرخ الأسكتلندي، توماس كارليل.
الجدير بالذكر أنّ هيمنة رأس المال على الإعلام ليس بظاهرة جديدة، فقد قام "الامبراطور الإعلامي"، روبرت مردوخ، باحتكار محطات إذاعية وصحف يومية في أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مثل "التايمز" و"فوكس نيوز" و"سكاي نيوز أستراليا" في عام ١٩٧٠ تقريباً. وتعامل مردوخ مع الأخبار "كبضاعة يتم تسويقها وتسييسها" بحسب ما ذكره موقع "بي بي سي – عربي".
Comments