top of page

في قلبي ثورةٌ

  • Writer: ميسا عيد
    ميسا عيد
  • May 27, 2020
  • 1 min read

غادرتُكِ سوريّتي بلا أملٍ.. غادرتكِ بدموعٍ تكسوها ابتسامة زائفة..

ودّعتُ جنان طفولتي وقبّلتُ جدران بيتنا القديم..

ألقيتُ التحيةَ على البحرِ الأبيض المتوسط المطلّ على بيتنا.. وأطلتُ النظر في أمواجه..

البحر الذي كسوتُ به عينيّ، غادرني اليوم..

أو لربما انفصل عني لمرارة الهجر..

مررتُ على بيتِ جدّتي.. قبّلتُ سريرها الذي لايزال محمّلاً برائحتها العطرة..

جدّتي التي تمثّل قدوتي في الصمود رَحَلَتْ عن ناظريّ ولكنها لم تغادرني..

شربتُ المياه من الصنبور لآخر مرّة.. فلطالما أغْنَتْ طعم المياه بنكهةٍ خاصّة..

تركتُ ألبومات الصور التي تحمل أجمل ذكريات حياتي.. وفي قلبي ثورة لا يطفيها سوى خالقها..

لمستُ ترابَ وطني.. وقفزتُ على الأحجارِ طويلاً دون وعي..

فتذكرتُ خوفي من القفز عليها قبل عشرة سنين، خوفاً من السقوط..

وكأنّني أثبتُ لها بأنّني جاهزة للنضال من أجلها..

فكيف أقولُ لها الآن بأنّني عبرتُ المحيطات ورحلتُ بعيداً..

كيف أقول لها بأنّني منذ أنْ غادرتها لم أرَ نجماً مضيئاً..

كيف أقول لها إنّ طعم الأشياء تغيّر..

وزقزقة العصافير هدأت.. ونفسي لم تَعُدْ تشتهِ الغرام.. وروحي لم تعد تشتهِ النوم..

وكيف أقول لسوريّتي إنّ الأعياد لم تَعُدْ أعياداً وإنّ الأنفاس تحتضر لاستنشاق هوائها..

ابنةُ الساحل أنا، فكيف لي أنْ أنساها؟

コメント


تواصلوا معي وزوّدوني بآرائكم

Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting - شكراً لآرائكم

bottom of page