في مدينةٍ سوداء
- ميسا عيد
- Aug 2, 2020
- 1 min read

تَخَبُّطْ مشاعري باتَ يُهلكني..
والبحثُ عنكَ رغم وجودكَ قَطَع أنفاسي..
وها أنا الآن ألهثُ بعدَ أنْ رميتَني كالضّبابِ المتلاشي..
أعيشُ حالةً من الحزنِ في مدينةٍ سوداء..
فالحزنُ هو أنْ ألتقي بكَ وسط الزحام والفوضى، وننسج مستقبلنا..
ثمّ تختفي، ولا تعود..
أنْ أغازلَ عينيكَ وأكوي على دفءِ صدركَ أحاسيسي، فيلسعني الحنين إليكَ..
أنْ تَعِدني بابتسامة تُنسيني أنّك في يومٍ أبْكَيْتَني.. ثمّ تختفي، ولا تعود..
أنْ أدمنَ صوتكَ، فأستمعُ إلى تسجيلِ صوتٍ عابرٍ غَيَّرَ في روزنامة ِعمري، فيختنقُ فؤادي..
وأنتظرُ منكَ رسالةً تشفي آلامي.. ثمّ تختفي ولا تعود..
الحزنُ هو أنْ أحدّقَ في صورنا القديمة وألقي بها في نارِ الانتظار..
أنْ أمزّقَ أوراقَنا التي تعاهدنا على أنْ نحتفظَ بها حتى نشيخ سويّاً..
أنْ أطاردَ الألحان السلبيّة التي أَبْعَدَتني عنكَ أكثر..
أنْ أمضغَ الوقت بغصّةٍ في جوفي، وأكتب عن عودتكَ الشهيّة، وأنتظرك كي تأتي..
فينفد الوقود وتنضج الحجارة، ثمّ تختفي ولا تعود..
ولكن إلى متى سأبقى أسيرة الليل؟ أرسمُ تفاصيلَ وجهك في فضائي الفارغ..
أمسحُ جبينَ الأرق.. أجفّفُ دموعي.. أمشّطُ ضفائري..
أسكبُ قهوتي بقشطة، كما تحبّها، وأستعدُّ لاستقبالكَ، ولا تعود..
وماذا أفعلُ الآن بقلبٍ يهتفُ بعودتكَ رغمَ وجودك؟
Comentários