قبل أنْ ألتقيَ بكَ

قبل أنْ ألتقيَ بكَ،

كنتُ أعيشُ الحياةَ بسلام..

ألقي التحية على الصباح..

أجالسُ الأصدقاء.. أغنّي مع فيروز..

أراقصُ العصافير.. أتلذّذُ بالقهوة..

واقرأُ بعض الروايات الرومنسية..

حتى جئتَ أنتَ فأصبحتَ الحياة..

والصباح.. والأصدقاء.. والقهوة.. والرومنسية!

قبل أنْ ألتقيَ بكَ،

كانت حياتي روتينية مملّة..

حتى جاء يومٌ صارَحْتَني فيه بحُبّك..

فخفق قلبي لقلبك.. وقبّلت عيناي عينيك..

وأدمنتْ رئتاي عطرك..

وفي ذلك اليوم،

تساقطت مني الكلمات..

وثار في قلبي الكثير من الحب..

والكثير من الهذيان!

قبل أنْ ألتقيَ بكَ،

كان السكرُ حلواً..

والعسلُ لذيذاً.. والحلوى شهيةً..

وبعدما التقيتُ بكَ،

أصبحَ السكرُ مرّاً.. أو ربما حامضاً..

والعسل ثقيلاً مالحاً..

والحلوى دون طعم..

وبات ثغركَ السكر والعسل والحلوى!

قبل أنْ ألتقيَ بكَ،

كنتُ أبحثُ عنك في دهاليز الليل..

بين أشعّة الشمس.. على عتبات الطرق..

كنتُ أسألُ العابرين عنك.. وأكتمُ النبضَ لأجلك..

كنت أدفنُ أحرفي وأقلّبُ صفحاتي..

لعلّي أجدكَ بين السطور المخبأة..

كنتُ أنظرُ إلى القمر..

وأبحثُ عنك في نصفه الآخر!

قبل أنْ ألتقيَ بكَ..

كنتُ أرقصُ مع طيفك.. وفي بعض الأحيان، ظلّك..

كنتُ هناك، في تلك الزاوية البعيدة.. أندبُ حظي..

كنتُ يا عزيز القلب.. أنتظرُ قدومكَ على مهلٍ..

على مللٍ.. على أملٍ.. لأعلنَ عن بدء حياتي!

قبل أنْ ألتقيَ بكَ.. كنتُ أشتاقُ إليك كثيراً..

وبعد أنْ التقيت بكَ..

نازَعَتْني نفسي إليك في كل دقيقة ستّين مرّة!