كورونا بين القواعد الصحية والطقوس الدينية
- ميسا عيد
- Oct 6, 2021
- 2 min read

"عقاب من الله"، "فيروس علماني"، "العلاج يكمن بالدعاء"، بمثل هذه الأحكام والألقاب تصدّى العديد من رجال الدين لأزمة تفشي فيروس كورونا في العالم.
وفي هذا السياق، قال الشيخ في مسجد الشيخ زايد الثاني في مدينة أبوظبي، عبد السميع عزو، إنّ فيروس كورونا يمثّل عقاباً للكفّار واختباراً للمؤمنين. وأكّد أنّ فكرة إغلاق المساجد في دولة الإمارات لم تكن صائبة وبخاصةً أنّ معظم المتاجر والمطاعم وغيرهما من الأماكن الأكثر حشداً بالناس فتحت أبوابها قبل إعادة فتح الجوامع. وأشار إلى أنّ علاج كورونا يكمن بفتح بيوت الله لا بإغلاقها.
"قُل لن يصيبنا إلا ما كتبَ الله لنا"، ويردف عزو أنّ تفشي هذا الوباء يُعتبر من علامات الساعة الصغرى "فليعمل الكل لآخرته". وأما بالنسبة للقاحات كورونا، فشكّك عزو فيما إذا كانت حلالاً أم لا لاعتقاده بأنها تغيّر بالجينات وبالتالي تغيّر من خلق الله، وأكّد أنّه لم يكن ليأخذ اللقاح لو لم يتم فرضه على أئمة الجوامع في جميع الإمارات.
وفي مدينة جبلة السورية، قال الشيخ في جامع أبو بكر الصدّيق، سمير استامبولي، إن "ابتلاء البشر بكورونا" كان نتيجةً لقطع صلة الأرحام وهجر بيوت الله بالإضافة إلى ترك الاستغفار والصلاة على النبي محمد. كما أنكر استامبولي جديّة الفيروس مشيراً إلى كونه لعبة سياسية تهدف لزعزعة الدين وخلق الفتنة والنزاعات.
ورغم مضي أكثر من سنة ونصف السنة على تفشي فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من ٤.٥ مليون شخص من أصل ما يقارب ٢٢٠ مليون إصابة في العالم بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، إلا أنّ الأحكام الدينية المتعلّقة به لم تنته بعد.
وعلّل طبيب العناية المشددة في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، أحمد جعرور، هذه الأحكام الدينية قائلاً: "الجهل بأسباب الظواهر العلمية أو الطبيعية تشكّل أرضاً خصبة للآراء، وبخاصةً الدينية منها". ولأنّ اكتشاف أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا كانت في مدينة ووهان الصينية، ربط بعض رجال الدين هذا الفيروس بكونه "علماني وشيوعي"، بحسب ما ذكره جعرور.
وقال جعرور إنّ أكثر ما "يستفزّه" الآن بالأحكام الدينية المتعلّقة بكورونا هو "أن يصلي المتديّنون صلاة الاستخارة قبل أخذ اللقاح". وأضاف أنّ اللقاحات، سواء كانت سينوفارم أو فايزر أو سبوتنيك، أثبتت فاعليتها بنسبة ٩٥٪ في غزة، وساهمت في خفض أعداد الحالات في العناية المركزة. ومع ذلك، "يتردد رجال الدين في أخذ اللقاح إنْ لم يشعروا بالراحة بعد صلاة الاستخارة".
وذكر جعرور أنّ لرجال الدين تبريراً لكلّ معتقداتهم وأفكارهم، وهناك "العديد من حالات الإنكار بجدية الفيروس من قِبل رجال الدّين، كما هو الحال في إيران، على سبيل المثال". وأردف: "الإيرانيون يخرجون مظاهرات دون تباعد أو كمامات ويردّدون شعارات مثل: لبيك يا حسين؛ بهدف طلب الحماية والعلاج".
وقال جعرور إنّه يعتبر فئة قليلة من رجال الدين "أوبئة تمشي على الأرض"؛ بسبب طريقة تفكيرهم. وأكّد أنه يعتبر الفيروس كغيره من الأوبئة السابقة مثل الكوليرا والطاعون، أي لا علاقة له "بالعقاب أو الاختبار أو الأديان أو حتى العلمانية".
Comments