مرآتي
- ميسا عيد
- Jan 2, 2021
- 1 min read

حدّقتُ في مرآتي ذات يومٍ..
أردتُ أنْ أتأملَ حالي.. هل ما زلتُ أشبه نفسي؟
فمنذ مدة وأنا حائرة بين تفاصيلي..
وضعتُ يديّ على المرآة لأتأكد من تطابق جسدي..
ملامحي بقيتْ جامدة إلا أنّ عينيّ لم تبرق منذ مدّة..
ولأنّي غامضة مع مرآتي، بدأتْ بالتنجيم..
اتهمتني بالتعب رغم نشاطي.. بالعجز رغم قدرتي.. بالضعف رغم قوتي..
ذكّرَتْني بعدد المرات التي بكيتُ فيها أمامها..
أعادت لي أحداثاً كنتُ قد تظاهرتُ بنسيانها..
وتوقَّعتْ لي أحداثاً مفزعةً وطُرُقاً مسدودةً..
قالت لي بألّا أحاول معه فحياته لم تعد حياتي.. وحياتي لم تعد حياته..
منعتني من أنْ أشكوَ لها شقاء الأحداث من حولي..
ألزمتني بالاستماع إلى حديثها المأساوي الذي رفضتُ تصديقه..
ولا أدري كيف بلحظةٍ من اللحظات رأيتُه هو انعكاسي..
ابتعدتُ عن مرآتي قليلاً.. ولكنه لحق بي كخيالي..
وفجأةً سمعتُها تناديني وتسألني:
ما بال قلبكِ مضطربٌ؟
لا أعلم كيف تصببتُ عرقاً رغم صقيع داخلي..
ولا أعلم كيف ازرقّ جلدي.. وكيف برجفة لساني نعتُّها بأبشع الألقاب..
وكأنّي أرفضها وأرفض فكرة الانفصال عنه..
تهرّبتُ من أسئلتها تلك التي لم تخطىء هدفها..
كيف لمرآتي أن تتغلغل في أعماقي إلى هذا الحدّ؟
تراجعتُ وتساءلت قليلاً..
ماذا لو لم تنشأ كل تلك المسافات بيني وبينه؟
ماذا لو كنتُ بين ذراعيه الآن، وكان لي السند والدفء؟
ولأنّ هذه التساؤلات باتت أحلاماً وهمية،
حملتُ حجارةً وكسرتُ بها مرآتي.. تماماً كما كسرتْ فؤادي..
فما بالها تذكرني بأوجاعي وتصبّ على حريق قلبي زيتاً؟
コメント