top of page

مقاطعة المنتجات الفرنسية: قضية دينية أم سياسية؟

  • Writer: ميسا عيد
    ميسا عيد
  • Nov 7, 2020
  • 2 min read

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الصور والتعلقيات التي تطالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية. وتزامن هذا مع تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال حفل تأبين المعلم، صامويل باتي، الذي قُطع رأسه في أحد شوارع باريس في 16 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري.

وغرّد ماكرون "لا شيء يجعلنا نتراجع، أبداً" باللغة العربية، رداً على جميع الاحتجاجات المتعلقة بالرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد، مشيراً إلى أنّ حرية التعبير عن الرأي في فرنسا مُطلَقة. نتيجةً إلى ذلك، تصدّرت "الهاشتاغات" #إلا_رسول_الله و#مقاطعة_المنتجات_الفرنسية مواقع التواصل الاجتماعي.


واختلفت الآراء حول ما إذا كانت هذه القضية مسألة دينية أو سياسية. فمن الناحية الدينية، انتقد شيخ جامع الأزهر في مصر، أحمد الطيب، خطاب ماكرون الذي عمّم على أنّ المسلمين إرهابيين. وغرّد الطيب أنّ المسلمين هم "بناة الحضارة" والآن تحوّلوا إلى "ضحايا".


بالإضافة إلى ذلك، ذكر الصحفي والمستشار الإعلامي في الرياض، سلمان الشريدة، بتغريدة على تويتر، أنّ حرية التعبير لا تعني بالضرورة إهانة الأديان الأخرى، وقال إنّ التطرف موجود في جميع الأديان.


وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنّ ماكرون بحاجة إلى فحص عقلي لأنّه مصرّ على استمرار نشر صور ساخرة من النبي محمد ومن الدين الإسلامي. وغرّد أردوغان، في المولد النبوي، بعبارات تدافع عن شرف وكرامة المسلمين.


وحثّت بعض الدول العربية الإسلامية على مقاطعة المنتجات الفرنسية دفاعاً عن رسول الله، مثل السعودية ومصر وقطر وتركيا. بينما غرّد الناشط السياسي في السعودية، عمر بن عبد العزيز، قائلاً إنّ هذه الدول تستورد ما يقارب 6.7% من صادرات فرنسا ولا يمكن الاستغناء عن منتجاتها، مشيراً إلى أنّ مقاطعة المنتجات الفرنسية ليس الحلّ الأمثل لهذه القضية.


وأعلنت فرنسا الحرب على المتطرفين بالدين، متهمةً، بشكل غير مباشر، قطر وتركيا بدعم تحرّكات الإخوان والتطرف الإسلامي. نتيجةً إلى ذلك، هاجمت جماعة الإخوان المسلمين ماكرون بتغريدات عديدة، داعيةً فيها النصر القريب من الله والمجد للأمة الإسلامية، ونشروا هاشتاغ #فداك_أبي_وأمي_يارسول_الله.


بينما هاجم الأكاديمي والسياسي الإماراتي المقرب من السلطات، عبد الخالق عبد الله، الإخوان المسلمين. وأكّد أنّ حملتهم التي كانت تحت مسمى"الدفاع عن الاسلام" عبارة عن متاجرة بالدين. وأشار إلى أنّ حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية هي معركة أفكار و"ايديولوجيات".


كما انتقد عبدلله خطابات أردوغان التي اتهمت ماكرون بالخلل العقلي وزعم أنّ تركيا وراء دعم جماعة الإخوان والإرهابيين المتطرفين. وقال إنّ الإخوان يتهمون المسلمين بالتقصير في "الدفاع عن الدين".


وأيّده الأكاديمي والإعلامي الإماراتي، علي بن تميم، قائلاً: "لا لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية"، لأنّ لا علاقة لها بالدفاع عن الإسلام ولا تنهي الجماعات الإسلاموية المتطرفة.


ويشار إلى أنّ المعلم الفرنسي الراحل، صامويل باتي، قُتل على يد لاجئ شيشاني متطرّف، بعدما عرض المعلم صوراً كاريكاتيرية ساخرة عن النبي محمد على الطلاب، وكان ذلك في درس عن حرية التعبير عن الرأي. وأدى ذلك إلى اتخاذ بعض الدول العربية قراراً بمقاطعة المنتجات الفرنسية. ولأنّ عملية القتل جاءت بعد فتوى أحد الشيوخ المتطرفين بجواز قتل المسيئين إلى الإسلام، تمّ إحياء مصطلح "الإسلاموفوبيا" في الغرب من جديد.

Comments


تواصلوا معي وزوّدوني بآرائكم

Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting - شكراً لآرائكم

bottom of page