مهنة الصحافة: جرعةٌ من التحديات
- ميسا عيد
- Nov 7, 2020
- 2 min read

"سافرتُ إلى سوريا في عام 2011 لأغطي أحداث الثورة، وكنت أحسب كل خطوة حتى لا أقع في مرمى القنّاصة"، هكذا وصفت المراسلة في قناة العربية، ريما مكتبي، في 29 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري، حال العمل الصحفي في مناطق النزاع الشائكة.
وأكّدت مكتبي أّن أجهزة الاستخبارات ترى وتسمع وتوثق في الدول التي تكاد تنعدم "حرية الصحافة" فيها، مثل سوريا؛ لتصطاد الصحفيين وتغلق أبوابها بوجه الإعلام العربي.
ولأنّ مهنة الصحفي باتت من المهن الأكثر خطورة في العالم، أفصحت الإعلامية في قناة "ام بي سي"، هند بومشمر، عن أهمية اللغة الذكية في التعامل مع "الخطوط الحمراء" للحكومات التي تعاني من "فوبيا الإعلام". بمعنى آخر، على الصحفي أنْ يكون محايداً في اختيار مصطلحاته. على سبيل المثال، بدلاً من قول "فلان مؤيد أو معارض، يمكن القول إنّ فلاناً محسوب على جهة حكومية معينة". بالإضافة إلى ذلك، على الصحفي أنْ يتجنّب استخدام الألفاظ المهينة، وبخاصةً عند الحديث عن رئيس أو حكومة معينة.
وفي هذا السياق، أكّد الصحفي في قناة العربية، فراس حمزة، على أهمية التوازن وتنوع المصادر بالإضافة إلى ذكر مختلف الآراء. أي عند تغطية نزاع معين، على الصحفي أنْ يعطي مجالاً للنقد والتبرير في الوقت ذاته لتجنب "الاتهامات الباطلة". وعلى الصحفي أنْ يعتمد على المصادر الرسمية إضافةً إلى آراء الشعب الذي يعيش في مناطق النزاع. و"لا يمكن للصحفي أنْ يظهر رأيه أو تحيّزه لطرف معيّن".
وتعتبر وكالات حقوق الانسان من المصادر الأكثر موثوقية ودقّة، بحسب ما ذكره حمزة؛ بسبب تاريخها "العريق" ولأنها توفر العدالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية لجميع البشر.
وأما في إطار رقابة الصحفي على نفسه، قالت الاعلامية في تلفزيون دبي، ريم النجم، إنّه في حال تغطية نزاعات في دول "متحفظة دينياً"، مثل السعودية، على الصحفي أنْ يحترم طبيعة وثقافة الدولة التي يكتب عنها؛ لتجنب المساءلات الحكومية والدينية فيما بعد. وأضافت: "التحيّزات لا يجب أنْ تُنسي الصحفي هُويته، فالاحترام واجبٌ".
وذكرت النجم أنّ الرقابة الذاتية للصحفي أو الرقابة التي يفرضها رئيس التحرير على الصحفي، تشكّل "فلتراً" لتنقية الأخبار من الشوائب و"الممنوعات"، وتُجنّب الصحفي من السقوط في حقل الألغام. فالرقابة الداخلية تحمي الصحفي من التعرض لعمليات الاغتيال والاختطاف المتعمدة التي تتم بوساطة مجموعات المخابرات والتجسّس.
"بينما يُقتَل الصحفي جرّاء تغطيته مناطق النزاع، هل تعتبر مهنة الصحافة مستحيلة؟"، سؤال طرحه الكاتب في موقع أخبار الوحدة الإماراتي، أحمد صائب، مؤكّداً تدهور "مناخ الصحفيين" في جميع أنحاء العالم.
ويشار إلى أنّ السعودية ومصر تحتلان المرتبة الثالثة عالمياً في مجال اعتقال الصحفيين، لتحتل الصين المرتبة الأولى، وتليها تركيا، بحسب ما أدلى به صائب. وبعد ثورات الربيع العربي في مطلع عام 2011، تقيّدت حرية الصحافة أكثر في بعض الدول العربية، مثل تونس ومصر.
Comentários