ملخص رواية عزازيل
- ميسا عيد
- Nov 22, 2021
- 3 min read

ملخص رواية عزازيل
عنوان الكتاب: عزازيل
اسم المؤلف: يوسف زيدان
عدد الصفحات: ٤٧٤
الناشر وسنة النشر ومكان النشر: دار الشروق، ٢٠٠٨، مصر/ القاهرة
نبذة عن الكاتب:
يوسف زيدان هو أديب وكاتب وفيلسوف وأستاذ جامعي مصري ولد عام ١٩٥٨. لزيدان العديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوّف وتاريخ الطب العربي. كما كتب العديد من القصص والروايات كـ"ظل الأفعى" و"فقه الحب" و"اللاهوت العربي" بالإضافة إلى "عزازيل"، وحاز في الأخيرة على الجائزة العالمية للرواية العربية في عام ٢٠٠٩. كما فازت رواية "عزازيل" بجائزة "أنوبي" البريطانية لأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية في عام ٢٠١٢.
ملخص الرواية:
تدور أحداث رواية "عزازيل" حول الصراعات الدينية بين آباء الكنائس والمؤمنين الجدد والوثنيين في القرن الخامس الميلادي، أي في الفترة التي تلت تبنّي الإمبراطورية الرومانية للمسيحية. وتسلط الرواية الضوء على حجم الاضطهاد الذي كان يتعرض له الوثنيين المصريين من قِبل المسيحيين بعدما أصبحت الديانة المسيحية هي السائدة في القسطنطينية وروما ومصر وبعض الدول الأخرى. كما كان هناك خلافات لاهوتية قديمة بين المسيحيين فيما يتعلق ببعض المعتقدات، مثل طبيعة المسيح. وتمركزت أحداث رواية "عزازيل" في صعيد مصر والإسكندرية وصولاً لشمال سوريا، والمصطلح "عزازيل" بالعبرية يعني الشيطان.
تمثل الرواية ترجمة لثلاثين لفافة كتبها الراهب المسيحي المصري "هيبا" باللغة السريانية كسيرة ذاتية له. يكتب "هيبا" هذه اللفائف بطلب من "عزازيل": "أكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله….". كان "هيبا" يعيش حالة من الاضطرابات النفسية في فترة معينة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الخامس الميلادي، والتي تلتها انقسامات في الكنائس بسبب اختلاف المعتقدات بين المسيحيين حول طبيعة المسيح.
أولى تلك الأوراق التي كتبها "هيبا" تشرح عن سبب انتقاله للإسكندرية وهو البحث عن أصل الديانة المسيحية، إضافةً إلى رغبته في تعلم الطب. ويذكر بعد ذلك في الأوراق الأخرى أنه يريد الانتقال إلى القدس ثم إلى حلب. وفي كل محطة من هذه المحطات، يشرح هيبا عن الأحداث التي كانت تدور في الكنائس الكبرى ومدى تأثيرها على حياته وحياة المسيحيين.
تبدأ الرواية بخروج الراهب "هيبا" من صعيد مصر متوجهاً نحو الإسكندرية كي يدرس اللاهوت والطب. وهناك، يتعرف على امرأة وثنية تدعى "أوكتافيا"، والتي تقع في حبه و"تغريه" بجسدها وشغفها وحبّها. ويعرض الكاتب مشاهد جنسية بين الاثنين ومدى استمتاع "هيبا" بهذا الشغف. وكنتيجة لهذا الحب، يتعرض "هيبا" للعديد من المشاكل والمواقف الصعبة لابتعاده عن حياته كراهب، والتوجه أكثر نحو الوثنية.
وسرعان ما تقوم "أوكتافيا" بطرد "هيبا" بعد أن تعلم أنه راهب مسيحي. وهنا تبدأ الحبكة بالرواية وتتوالى الأحداث ويشهد "هيبا" مقتل "أوكتافيا" على يد بعض المسيحيين في الإسكندرية "بتحريض" من بابا الإسكندرية. يغادر "هيبا" الإسكندرية بعد ذلك لقساوة المشهد الذي رآه فهو لم يستطع أن يدافع عن "أوكتافيا" أو أن يخلّصها من أيدي المسيحيين. أظهرت الرواية، من خلال قصص الحب والصداقة وغيرها من القصص الفرعية، الأفكار المتناقضة التي كانت تدور برأس "هيبا" من فلسفة ودين، وهذا الذي أدى بالأصل إلى مقتل "أوكتافيا" باسم الرب. وحول الديانة المسيحية والرب، يتساءل "هيبا": "هل الإنسان قادر على قتل الإله وتعذيبه، وتعليقه بالمسامير فوق الصليب؟" وهنا تكمن أهمية الرواية فهي تتطرق إلى فترة زمنية تاريخية لم يتناولها الأدب العربي برغم أهميتها.
يهرب "هيبا" بعد ذلك إلى أورشاليم (القدس) ويستقر هناك. ويتعرف على بطريرك القسطنطينية، نسطور، وتنشأ بينهما علاقة صداقة حميمة، فيرسله "نسطور" إلى دير هادئ بالقرب من أنطاكيا. ومع تصاعد الأحداث، يتم عزل "نسطور" لأنه لم يقبل بالمسيح كإله. منذ تلك اللحظة، تجتاح "هيبا" أفكار وشكوك وصراعات نفسية حول عقيدته، وتتزامن تلك الفترة مع وقوعه في الحب مع امرأة تدعى "مرتا"، والتي وصف حبهما الكاتب بطريقة حميمية.
أراد الكاتب أن يظهر كلّ من "أوكتافيا" و"مرتا" بصور حرة بعيدة عن النمطية، وأنهى روايته بطريقة غامضة ومفتوحة بعد قرار "هيبا" بالخروج من الدير والتحرر من مخاوفه.
وتمتلك الرواية أكثر من حبكة، تبدأ من مقتل الفيلسوفة "أوكتافيا" في الإسكندرية على يد "جنود الرب"، إلى عزل نسطور، ثم إلى وقوعه في حب "مرتا"، انتهاءً بأمر عزازيل "هيبا" للكتابة دوماً "فمن يكتب لن يموت أبداً".
مغزى الكتاب:
الهدف من هذه الرواية هو إظهار الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة والاضطهاد الذي مارسه المسيحيون بحق الوثنيين المصريين بعد انتشار الديانة المسيحية بشكل واسع في مصر. وتُظهر الرواية منظور الدين من عدة أشخاص، فكل شخص يتبع الإله أو الدين الذي يتماشى مع معتقداته وأفكاره، والكل يدافع عن هذا الدين ويقتل ويعنّف باسمه. لذلك، أظهر الكاتب الضياع الذي عاشه "هيبا"، فهو لم يعرف إن كان ما يتبعه ويؤمن به صحيحاً أو حتى منطقياً. وعلى الرغم من كون شخصية "هيبا" خيالية، إلا أنها تمثل فترات الفكر اللاهوتي خلال الصراعات الفكرية داخل الكنائس.
ما أعجبني:
تمتاز الرواية بلغة عربية فصيحة وتتناول قضايا وفترات زمنية لم يتم التحدث عنها كثيراً برغم أهميتها، كما تمتاز الرواية بطابع شعري وصوفي، وبخاصةً عند حديث "هيبا" مع ربه. وعلى الرغم من كون أحداث الرواية مبنية على التاريخ، لم يعرضها زيدان بطريقة مملة، بل أضاف مواضيع فلسفية تتعلق بعضها بالحب والشغف.
ما لم يعجبني:
أساءت الرواية في بعض الأحداث للديانة المسيحية، كالمشهد الذي صوّره الكاتب عندما قام بعض المسيحيين بقتل "أوكتافيا" بطريقة عنيفة وقاسية جداً "تحت مسمى الرب"، كما تعتبر الرواية طويلة نسبياً.
اقتباسات أعجبتني:
1- "أي ذكرى مؤلمة بالضرورة. حتى لو كانت من ذكريات اللحظات الهانئة، فتلك أيضاً مؤلمة لفواتها"
2- "النوم هبة إلهية لولاها لاجتاح العالم الجنون"
Comentarios