top of page

ملخص كتاب مئة عام من العزلة

  • Writer: ميسا عيد
    ميسا عيد
  • Feb 10, 2021
  • 4 min read



عنوان الكتاب: مئة عام من العزلة

اسم المؤلف: غابرييل غارسيا ماركيز

الناشر وسنة النشر ومكان النشر: دار المدى، 2005، بيروت/ دمشق/ بغداد

عدد الصفحات: 501


عن الكاتب:

غابرييل غارسيا ماركيز هو من أهم كتّاب القصص القصيرة، التي أضاف عليها بعضاً من مخيلته بنكهة واقعية في القرن العشرين، وكاتب سيناربو وروائي كولومبي الأصل الذي بدأ كصحفي. وحاز ماركيز على جوائز عدة، أهمها: جائزة نويشتاد الدولية وجائزة نوبل في الأدب. وبدأت مسيرته في الأدب من خلال رواية "مئة عام من العزلة" حتى نجح في كتاباته وأعماله الأخرى كالحب في زمن الكوليرا وخريف البطريرك. وتنقل الكاتب بين المكسيك وأوروبا وقضى فيهما معظم حياته. توفي ماركيز في عمر يناهز ال87 عاماً بغربةٍ عن وطنه الأم، في المكسيك.


ملخص لفكرة الكتاب:

"بعد سنوات عدة، وأمام فصيلة الإعدام، سيتذكر الكولونيل أوريليانو بوينديا ذلك المساء البعيد الذي أخذه فيه أبوه للتعرف على الجليد". هكذا بدأت رواية "مئة عام من العزلة"، التي استهلّت بالتشويق والإثارة وسحبت الأنفاس منذ الجملة الأولى. مثّلت الرواية عالماً وصفه الكاتب "غابرييل ماركيز" بنسيج من السحر ساعياً في إيصال رسالته السياسية لتحقيق السلام والعدالة. وتتناول الرواية تاريخ مدينة "ماكوندو" المعزولة عن العالم.


وصف الكاتب هذه المدينة عبر امتداد ستة أجيال في حقبة زمنية عادلت مئة سنة في المقر الجغرافي نفسه، بنكهات سياسية واجتماعية مختلفة أثرت في تشكل شخصيات الرواية. وبيد أنّ المدينة تميزت بالانعزال، إلا أنّ الغجر، برئاسة "ملكياديس"، اتخذوا من المدينة مقراً لعمليات البيع والشراء وشكّلوا حبلاً واصلاً بين المدينة والعالم الخارجي.


تميّز أسلوب الكاتب بأوصافٍ دقيقة ليعبّر عن الأجيال بأدق التفاصيل عند انتقال الشخصيات من جيل إلى آخر، مع توارث صفات بطل الرواية الفضولي والمؤسس لإحدى العائلات الرئيسة في الرواية، خوسيه بوينديا. على سبيل المثال، جيلٌ توارث القوة الجسدية وآخر توارث الغموض والقدرة على التنبؤ وغيرهم توارث العجز. وتزوج خوسيه من "أورسولا إيغواران" بعد علاقة غير شرعية دون موافقة أهلها. وقتل خوسيه صديقه بحجة الرجولة والكرامة دفاعاً عن نفسه، وبخاصة بعدما بدأ صديقه باستفزازه محاولاً زيادة العقبات في علاقته بزوجته، وصاحبه "شبح الموت" طيلة الرواية حتى وصل إلى هذه القرية المعزولة على ضفة النهر، التي سلّط الكاتب الضوء عليها. وأسّس خوسيه مدينة "ماكوندو" بعد أنْ لجأ إليها نتيجة "جريمة الشرف" التي ارتكبها. ونتج عن العلاقة غير الشرعية طفل بذيل خنزير، مايعتبر لعنة، لكن رغم خوف أورسولا من هذه اللعنة، ينجب الزوجان ثلاثة أبناء.


ينتمي خوسيه إلى أسرة بوينيديا التي شهدت شتى أنواع فصول المشاعر، الجميلة منها والعنيفة، على مدى عشرة عقود. ومن أبناء إلى أحفاد، توالت أجيال الزوجين، خوسيه وزوجته أورسولا. مرّت هذه العائلة ضمن مراحل عدة حتى وصلوا إلى قمة الرجولة والأنوثة و"الانحطاط" في آنٍ واحد. وبخاصةً، عندما بدأ بعض الأبناء بزيارة بيوت الدعارة وإنجاب أطفال من "العاهرة" نفسها، بيلار تيرنيرا، ماوقع تحت مسمى "لعنة الحب". أما على الصعيد الآخر، بقي القسم الآخر من الأبناء منعزلاً عن العالم الخارجي، ففسدت الأسرة وتففكت بعد ضياع الأبناء.


ورغم أنّ الرواية تميّزت بالغرابة، فهي تعبّر عن مجتمعات وشعوب العالم الثالث. وعبّر ماركيز عن هذه القضية بخيوط من السخرية وبخرزٍ من العطف، وتتشابك هذه الخيوط لتنسج مايربك القارئ ويضيعه في زمن خضوع الشعب الثالث من العالم لمن هم خارج سيطرتهم وقدرتهم. ومع تواتر الأحداث، تنتشر الحكومات والقوانين الرأسمالية الإمبريالية مايدفع ثلاثة آلاف عامل في أراضي الموز على الإضراب، والذين قُتلوا فيما بعد على أيدي الجيش واتُخذ البحر مقراً لجثثهم.


جيلٌ بعد جيل، وبعد العيش في عزلة لمدة مئة عام، ومع توالي الأجيال ذات القصص المشفرة ، يشارك حفيد خوسيه، أوريليانو الثاني، في الحرب الأهلية لمدة عشرين عاماً، وينهزم أمام كل حرب منهم. وينهمر المطر بعد ذلك لمدة أربع سنوات ليتحول المطر من نعمة إلى نقمة، لأنه ساهم في هدم العديد من المنازل فعجّت الشوارع بالخراب وأثاث المنازل، بالإضافة إلى موت بعض أفراد عائلة بوينيديا و آل إيغواران وهلاك المحاصيل الزراعية إثر هذا الحدث. وفي نهاية المطاف، وجد أورليانو بيبليانو، أحد الأطفال غير الشرعيين والطفل الأخير لعائلة بوينديا، أوراقاً تجمع شفرات من الغموض في شخصية الغجري، ميكلياديس. واكتشف من خلالهم أنّ ميلكياديس لديه قدرة خارقة على التنبؤ، وأنه دوّن كل ماتنبأ به وتحول لواقع على مدى جميع الأجيال، حتى تنبأ بعاصفة ريح عاتية لم ترحم شجرةً أو منزلاً أو طفلاً في المدينة، وبالفعل، ابتلعت هذه الرياح كل حيّ "لأنّ السلالات المحكومة بمئة عام من العزلة، ليست لها فرصة أخرى على الأرض".




مغزى الكتاب:

أراد الكاتب إيصال فكرة أنّ الحياة عبارة عن دائرة. والزوجان اللذان يقيمان علاقتهما على الحرام، سينجبان من هو "لعنة" حبهما، وكل أساس باطل ستكون نهايته باطلة مثل المدينة التي مُحيَ أثرها جرّاء ريح عاتية. جاءت هذه الرياح بمثابة رسالة لتقول إنّ المدينة لم تكن قابلة للإصلاح، فقد اسودّت بالأفعال الفاحشة كالدعارة وغيرها، فكان الدمار هو الحل الأنسب. بالإضافة إلى ذلك، كثرة الأحداث في الرواية كانت بحد ذاتها مغزى، فالكاتب أراد إظهار العبثية في الحياة والضياع الذي عاشه الأفراد. هناك من فضّل العزلة وآخرون مكثوا في بيوت الدعارة ومنهم من شارك بالحرب الأهلية، فجاءت الأحداث معبرةً عن الحياة الواقعية التي تشمل اختلاط الشعوب واختلافهم في المدينة نفسها، وبخاصة شعوب العالم الثالث الذين يعانون من ضعف الحكم والسيطرة على الشعب بالإضافة إلى محدودية دخل الأفراد. وبصورة أو بأخرى، طريقة الكاتب الساخرة من بعض جرائم القتل وعدم مشروعية الزواج سلطت الضوء على هذه الأفعال "القذرة" وحذرت الشعب وبخاصة في بلده، كولومبيا، وأمريكا اللاتينية، من نتائج هذه الأفعال، لكنها أيضاً تشمل الدول الأخرى التي شرّعت هذه الجرائم.


ما أعجبني في الكتاب:

أكثر ماشدني في الكتاب هو فصاحة الكاتب ماركيز في اللغة وفتونة التعابير والتشبيهات، وبخاصة عندما وصف هطول قطرات المطر على المدينة وكيف بدأت بإحياء الزهور والمحاصيل وانتهت بتدميرهم وهدم المدينة بأكملها بعد أربع سنوات. بالإضافة إلى ذلك، أعجبتني مقولة "إنّ المرء لا يموت عندما يتوجب عليه الموت، وإنما عندما يستطيع الموت"، أيْ أنّ الإنسان يموت تدريجياً مع التخلي عن كل حلم حتى يموت ويبقى جسده حياً، وهذا يتفق مع ما قاله جبران خليل جبران عن موت الإنسان على دفعات. كما أعجبني نسج الكاتب لقصة خيالية من سحر كلماته وقدرته على جعلها واقعية بعين القارئ؛ لقوة تعابيره ومصطلحاته التي عشناها في الرواية دون عيشها في الحياة الواقعية. وأيضاً، تسليط الضوء على بعض المشكلات السياسية والاجتماعية كنظام الحكم والحرب والدعارة، زاد من التشويق في الرواية لمعرفة النتائج الوخيمة لكل من هذه الأفعال لعلها تتحول لنتائج واقعية اليوم.


ما لم يعجبني في الكتاب:

كثرة الشخصيات التي ترهق القارئ ووجود أسماء متطابقة على مدى الأجيال ما يضع القارئ في متاهة، فهناك ستة أجيال لعائلة خوسيه وزوجته أورسولا، وفي كل جيل يتم إطلاق الأسامي نفسها على الأبناء مما يلهي القارئ في البحث عن الشخصيات بدلاً من فهم القصة واستخلاص المغزى من الأحداث.

Comments


تواصلوا معي وزوّدوني بآرائكم

Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting - شكراً لآرائكم

bottom of page